الثلاثاء، 26 يوليو 2011

قَصائِد لِأزهار الخراب


25 يناير



مُنْذُ الخامِسِ وَالْعِشْرِينْ

مِنْ شَهْرِ يَنايِرْ

صارَ الإِسْمُ الشَّائِعُ في العَالَمِ

وَالْإِنترْنِتْ

"ثَائِرْ"

لِلصُّبْيانِ، وَ"تَحْريرٌ"

لِلْبِنْتْ

أَسْماءٌ لا تَمْحُو أَسْماءَ البَحْرِ

وَلا أَسْماءَ الصَّحْراءِ

وَلكِنْ

تَمْخُرُ في البَحْرِ الواحِدِ وَالْعِشْرِينْ

مِنْ مِصْرَ وَتُونُسَ

حَتّى لُنْدُنَ

مِنْ صَنْعاءَ إِلى واشنْطُنَ

حَتّى الصِّينْ







حَتّى لَوْ



حَتّى لَوْ

لَمْ يَتَبَقَّ لَدَيْنا إِلّا قَطْرَةُ ماءْ

حَتّى لَوْ

لَمْ يَتَبَقَّ لَدَيْنا إِلّا قَطْرَةُ دَمْ

حَتّى لَوْ

لَمْ يَتَبَقَّ لَدَيْنا إِلّا عَظْمَةُ أصْبَعْ

لَنْ يُجْديكَ..

عَقَدْنا العَزْمْ

أَنْ نَهْزِمَ أَنْيابَ المدْفَعْ

كُلُّ أَكاذيبِكَ لَنْ تَنْفَعْ

كُلُّ أَعاجيبِكَ لَنْ تَنْفَعْ

إِسْمَعْ

حَتّى لَوْ

لَمْ يَتَبَقَّ سِوى أَصْداءٍ

وَانْبَحَّ الصَّوْتْ

حَتّى لَوْ

لَمْ يَتَبَقَّ سِوى نافِذَةٍ

وَانْهَدَّ البَيْتْ

حَتّى لَوْ

لَمْ يَتَبَقَّ سِوى حشْرَجَةٍ

ما قَبْلَ المَوْتْ

لَنْ يُجْديكَ..

عَقَدْنا العَزْمْ

أنْ نَهْدِمَ تِيجانَ الظُّلْمْ

قُمْنا بِالمَوْتِ مِنَ المَوْتْ

يا فانٍ يا عابِرُ.. أَنْتْ!

أَمّا نَحْنُ

فَأَهْلُ البَيْتْ







لا تَذْهَبُوا إلى البَيْت



لا تَذْهَبُوا إِلى البَيْت

لَمْ يَسْقُطْ سِوَى قِشْرَةِ الظَّلام

لا تَذْهَبُوا إِلى البَيْت

تَحْتَ خُطاكُمْ تَزْحَفُ حُفَرُ الحُطام

لا تَذْهَبُوا إِلى البَيْت

فَخَلْفَ غُيُومِ الثَّوْرَة

يَتَخَفّى جَرادُ الْأَعْراب

وَيَتَلَوّى حَدِيدُ الأَعْجام



أَكْسِرُ الوَزْنَ وَالقافِيَة

لِأَطِيرَ مَعَ سِرْبِ الشَّجَرِ العالِي

الَّذِي اسْتَبْدَلَ جُذُورَهُ بِأَرْجُلٍ

وَأَجْنِحَةٍ وَأَوْرَاقَهُ بِجَحْفَلٍ

مِنَ الفَرَاش.



أَكْسِرُ الوَزْنَ وَالقافِيَة

لِأَنَّ فَيَضانَ النِّيلِ أَغْرَقَ رُموزَ البَلاط

وَلِأَنَّ القائِدَ الأَعْظَمَ

وَالشَّاعِرَ الَّذي سَيُنْسِينا المُتَنَبِّي

ما زَالا يَحْبُوَانِ وَسْطَ عَبِيرِ الحَرائِق

.. أَبَدًا هكَذا

لَيْسَ مِنْ تَوَقُّفٍ في عُرْفِ النِّيل

لَيْسَ مِنْ مَوْت

وَقَدْ مُتْنا كِفايَة

.. لا تَذْهَبُوا إِلى البَيْت







صَلاحُ الدِّين



صَلاحُ الدِّين كانَ بِالفِعْلِ

في هذا السَّهْلِ

وَلَمْ يَكُنْ زُجاجَ أُسْطُورَةٍ مِنْ صُنْعِ الشُّعَراء

.. رغْمَ أَنَّ جيراني كُلَّهُم في قَرْيَتي المَغار

يَصِفُونَ بِالتَّفْصِيل كَيْفَ قَفَزَ وَهُوَ يَمْتَطي حِصانَهُ

قفْزَةً عَجيبَةً كَالنَّسْرِ عَلى سُفُوحِ جَبَلِ حِطِّين

(الَّذِي يَزُورُونَهُ الْيَوْمَ

لِلتَّبَرُّكِ بِأَثَرِ قَدَمِ النَّبِيِّ شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلام)

.. فَلْتَنْسجُوا عَن صَلاحِ الدِّينِ ما شِئْتُم مِن أَواني الزُّجاج

لكِنْ يا أَصْحابَ الحُزْنِ انْسوهُ

فَقَدْ تَخِمَ مَوْتًا مُنذُ آلاف الشَّظايا

وَلَنْ يَعُود

وَحِصانُهُ أَيْضًا لَنْ يَعُود







نَمِرٌ في الحَديقَة



لا أُرِيدُ مِنَ الغَيْمِ إِلّا ظِلَّهُ

وَمِنَ النَّجْمِ إِلّا لَيْلَهُ

وَمِنَ العِلْمِ إِلّا جَهْلَهُ

وَمِنَ الصَّحْوِ إِلّا أَن أَنامَهْ

.. هكَذا قالَ قَبْلَ دَقَائِقَ مِنْ فَقْدِهِ

نَمِرٌ في الحَديقَةِ

جِيرانُهُ بَطَّةٌ، وَزَّةٌ وَنَعامَهْ







لا بُدَّ مِنْ عَقْل



حِينَ نُقْبِلُ مِثْلَ الخُيُولِ

عَلى جَبَلِ الحُبِّ أَوْ سَهْلِهِ

في سَماءِ الحَبيبَةِ

لا نَتَساءَلُ عَمَّا وَراءَ الجَبَلْ



.. حِينَ نُقْبِلُ كَالنَّحْلِ في الحَقْلِ

نَحْوَ الزُّهُورِ المُضِيئَةِ في اللَّيْلِ

لا نَتَساءَلُ عَمَّا وَراءَ العَسَلْ



يا رِفاقي

.. وَلكِنَّنا إِنْ غَضِبْنا وَثُرْنا

فَلا بُدَّ لِلْعَقْلِ

في نَشْوَةِ الفِعْلِ

أَنْ يَتَساءَلَ عَمَّا وَراءَ الأَمَلْ







صَباحُ الثَّوْرَة



يُزْهِرُ اللَّوْزُ في كُلِّ عامٍ

وَلكِنَّ نُوَّارَهُ اليَوْمَ أَجْمَلْ

تُشْرِقُ الشَّمْسُ في كُلِّ صُبْحٍ كَعادَتِها

إنَّما نُورُها صارَ أَجْمَلْ

وَالْهَواءُ الَّذِي كَمْ شَهِقْنا عَصافِيرَهُ

صَارَ أَجْمَلْ

كُلُّ شَيْءٍ كَما هُوَ

لكِنَّهُ رُغْمَ هذَا تَبَدَّلْ

.. إِنَّ في الأَمْرِ سِرًّا

وَلكِنَّنا لا نَحارُ

وَلا نَتَقَصَّى وَنَسْأَلْ





ألغَد



قَالَتْ: لِمَنْ تَكْتُبُ؟ قُلْتُ:

لِلْغَدِ الآتِي عَلى أَكْتافِهِم

وَلَيْسَ لِلتَّابُوتِ يَحْمِلُونَهُ إِلى التُّرَابْ

.. لا شَأْنَ لِي في الوَهْمِ لا

وَلا السَّرابْ

لا شَأْنَ لي في ما يَخُطُّهُ الخَيالُ

في كِتابْ

فَالشَّأْنُ كُلُّ الشَّأْنِ في

ما بَعْدَ أَزْهارِ الخَرابْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق